تألمت
كثيرا لرحيل فاطمة ،فقد شاء الله أن يقبض روحها وهي في عمر الزهور تصارع
مرض السرطان الذي ينتشر بنسب كبيرة في الريف و صنهاجة، ويحصد العديد من
الأرواح جراء الإهمال و التكلفة الباهظة التي يتطلبها العلاج...فقدرنا في
الريف و بالخصوص في منطقة صنهاجة السراير العيش و التـأقلم مع قساوة
الطبيعة و البشر...قدرنا إبان الإستعمار أن يقتل أجدادنا و تلوث أرضنا و
تقصف منطقتنا بالكيماوي...وقدرنا بعد الإحتقلال أن يجوع آباءنا و نموت في
صمت ونتجرع مرارة الحيف و الإقصاء و اللامبالاة ، ونقصف بمختلف
أسلحة التهميش...قدرنا أن تتاجر الدولة بمآسينا و بالوباء الذي يخطف فلذات
أكبادنا ...قدرنا أن نعيش على الهامش بعيدا عن أضواء المركز الذي لا
يتذكرنا إلا لماما...قدرنا أن نبيع صمتنا لنشتري عطفهم...قدرنا أن تكسر
جماجمنا و تسلخ ظهورنا إن نحن صرخنا أو جهرنا بعذاباتنا...قدرنا أن نسجن و
نخون إن نحن خرجنا نحتج على أوضاعنا...قدرنا أن تذكرنا كتب التاريخ بصيغة
الماضي، وتتنكر لنا جغرافية وطننا بصيغة الأمر...ففاطمة لم تكن ضحية مرض
خبيث و فقط بل كانت ضحية إهمال و مستعمر و وطن...
Ce commentaire a été supprimé par l'auteur.
RépondreSupprimer